
عاشت العاصمة العلمية، يومي الجمعة والسبت الماضيين، على إيقاع إبداعات المرأة المغربية في مجالات فنية وتقليدية متنوعة.
التظاهرة التي نظمتها جمعية "1200 سنة على تأسيس مدينة فاس" في إطار الاحتفال بمرور 12 قرنا من المساهمة النسائية في تاريخ المغرب، تميزت بتنظيم عدة أنشطة فنية عرفت بمؤهلات المرأة المغربية.
هكذا قدمت مساء الجمعة الماضي مجموعة من الفنانات قدمن من مختلف جهات المملكة ألوانا وأساليب فنية جمعت بين ما هو تراثي وما هو عصري، وتوالت على ركح العرض فنانات بمشارب فنية مختلفة، حيث افتتحت هذه الأمسية التي احتضنتها ساحة باب بوجلود الأثرية بأوبيريت تحت عنوان "أصوات وإيقاعات من المغرب" أدت خلالها مجموعة من الفنانات أغان من التراث الموسيقي المغربي الغني بإيقاعاته المتنوعة.
ومن أبرز الفنانات اللواتي أدين مقطوعات فنية عرفت بغنى الأغنية المغربية، فنانة الأطلس نجاة اعتابو، ورائدة الأغنية الأمازيغية فاطمة تيحيحيت، والفنانة فاطمة الزهراء العروسي ومطربة الملحون حياة بوخريص والمتوجة بالدورة الثانية من برنامج "استوديو دوزيم" ليلى الكوشي وفنانات أخريات.
وجسد هذا التنوع الموسيقي، في إيقاعاته المختلفة، التاريخ العريق للمغرب الذي يعرف مزيجا بين إيقاعات أمازيغية وأخرى إفريقية إضافة إلى إيقاعات عربية وأندلسية.
كما نظمت بالموازاة مع هذا الحفل ندوة في موضوع "المغرب بصيغة المؤنث"، ومعرض جماعي للفن التشكيلي بعنوان "النساء الفنانات" إلى جانب عرض للأزياء في موضوع "تاريخ الأزياء النسائية".
إلى ذلك أقيم يوم السبت الماضي عرض نسائي لفن الفروسية التقليدية المعروفة ب"التبوريدة"، حيث شكل هذا العرض النسوي مناسبة لتكريم المرأة والاعتراف بدورها في تحريك مسيرة 12 قرنا من تاريخ المغرب.
العرض شاركت فيه 17 فارسة قادمة من مدينة الخميسات جئن لإمتاع جمهور ملعب السعديين على ضفتي وادي فاس بهذا الفن المغربي التقليدي من خلال الحركات الاستعراضية، والتي تميزت بحملهن وتفريغهن لأسلحتهن.
إلى جانب ذلك قدمت مجموعة من أشهر مصممات الأزياء بالمغرب عرضا للأزياء حول تاريخ اللباس المغربي، قدمن خلاله مختلف الراحل التي طبعت تطور اللباس المغربي.
وكان سعد الكتاني، المندوب السامي لجمعية "1200 سنة على تأسيس فاس"، أوضح خلال الندوة الصحافية التي عقدت، أخيرا في الدار البيضاء أن "الأمر يتعلق بإبراز مساهمة المرأة في الإرث الثقافي والتاريخي العريق للبلاد، وأن هذه التظاهرة تأتي في إطار سلسلة الأنشطة التي تحتضنها العاصمة العلمية للمملكة، وهي احتفالات تهدف إلى إشراك كل المغاربة، ومنهم الشباب والنساء في صيانة الذاكرة التاريخية والحفاظ على التراث الثقافي الغني للمغرب".
وذكر سعد الكتاني بالهدف الذي يطبع الاحتفال بـ 1200 سنة من تأسيس فاس، التي شكلت منعطفا مهما في تاريخ المغرب، باعتبارها نتاج تلاقح حضاري بين مكونات أمازيغية وعربية على أرض إسلامية، قائلا: "ما يجعل هدفنا يتمثل في العودة إلى التاريخ وتعريف المغاربة، خارج الوطن وداخله، بهويتهم...عليهم أن يدركوا قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام الاختلاف".
وأشار منظمو التظاهرة في تصريح لـ"الصباحية" إلى أن هذا الحدث يستحضر البعد الموسيقي الذي جعل صورة المرأة مرتبطة بالإبداع، كما يستحضر الكثير من بصمات النساء في ميادين أخرى مثل الطبخ والحياة الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس انطلقت منذ الخامس من أبريل الماضي بحفل كبير ترأسه سمو الأمير مولاي رشيد وسمو الأميرة لالة مريم، وتستمر إلى غاية شهر مارس من العام المقبل.
ياسين الريخ
02/06/2008
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire